الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد :
أحب أن أُذكـِّر مطالعي هذا المنتدى المبارك – بإذن الله - بعبادة جليلة غفل عنها كثير من الناس في هذا الزمان ، مع حاجتهم الشديدة لها ، ولا غنى لهم عنها ؛ لأنها تشمل كثيراً من أمور حياتهم اليومية ألا وهي
صلاة الاستخارة .
الاستخارة : في الحقيقة هي طلب وجوه الخير والتيسير والتوفيق من الله تعالى بالدعاء والتضرّع قبل الإقدام في الأمور المشروعة.
إن الإنسان مخلوق ضعيف، بحاجة إلى إعانة الله تعالى في أموره كلها؛ وذلك لأنه لا يعلم الغيب، فلا يدري أين موطن الخير والشر فيما يستقبله من حوادث ووقائع .
لذا كان من حكمة الله سبحانه ورحمته بعباده أن شرع لهم هذا الدعاء، لكي يتوسلوا بربهم ويستغيثوا به في توجيه السير نحو الخير والنفع.
ولقد فهم السلف الصالح هذا المعنى فكانوا يستخيرون ربهم في أمورهم كلها.
[size=24]عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ » . البخاري 7 / 162 .
وما ندم من استخار الخالق , وشاور المخلوقين والمؤمنين وتثبت في أمره , فقد قال سبحانه : {
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } سورة آل عمران آية : 159 .
وقال بعض الحكماء : من أعطى أربعا لم يمنع من أربع من أعطى الشكر لا يمنع المزيد ومن أعطى التوبة لا يمنع القبول ومن أعطى الإستخارة لم يمنع الخيرة ومن أعطى المشورة لم يمنع الصواب .
وعن إسماعيل بن محمد بن سعيد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( من سعادة المرء المسلم استخارته ربه ورضاه بما قضاه ومن شقاوة العبد تركه الاستخارة وسخطه بعد القضاء )) .
فما عليك أخي المسلم الحبيب إذا هم بك أمر دنيوي كسفر، أو نكاح، أو وظيفة، أو تجارة سوى أن تصل صلاة الاستخارة كي يوفقك الله لما فيه الخير والسعادة والنفع لك في دينك ودنياك .
نسأل الله أن يوفقنا لما في خير لنا في الدنيا والآخرة